أشعر بالبرد والخوف ويداى ترتعشان
واحساسى الباكى قد سبق عيناى
وأتناسى الوجود وأرفض أن أري الحياة
وأغلق أبواب قلبى فى وجه كل نور
وأجلس فى ركن زكرياتى مغلقة العين منخنقة الأنفاس
تتسرب عبراتى من الأحداق
وأظل أبكى حتى أشعر أن الدنيا بأكملها تشاطرنى حزنى
وأرفع رأسى للسماء وأنظر للسحب المسودة
حتى يبلغ بكائى مداه وأشعر أنى غرقت فى بحار من الدموع
حتى أجد هذه الأنامل الحنوه تتلمس وجهى برقة
وتمسح دموعى وكأنها ملأت دفء الوجود فى لمستها
ورقة النسيم فى احساسها
وحضن المحب فى غمرتها
حتى أشعربها تتباطئ وتتباعد شئ فشئ
فأرفع يدى لأستحلفها وأشد عليها الا تتركنى
حتى أفتح عينى وأري الكون كله مظلم
و السماء تنفجر مطرا
فى ليلة من ليالى الصيف الكاتمة
وأصرخ وتصيح معى
وأتحسس وجهى لأجد آثار هذه اليد الساحرة
كأنما تخيلت أنها حلم تمنيت أن يتحقق
أو أمل بعيد تصورت انها أصبح ملكى
كلما يمتلكنى الحزن أستشعر هذه اللمسة الحانية
وكم أنا بحاجة لهذه اليد لا لتتحسس وجهى
ولكن لتمسك يدى وتشدنى بقوة
بعيدا عن عالم الأحزان